القائمة الرئيسية

الصفحات

 


 نهر الامازون جنة للنباتات والحيوان ولكنه جحيم بالنسبة للانسان الذي يحاول أن يتحدى الطبيعة.

ان نهر الامازون الذي يجري وسط أمريكا الجنوبية، فلا وجود لمثل غاباته ولا مثل قوته المخيفة، وهو ينحدر من قمم الأند المكسوة بالثلوج، ليصل إلى المحيط الأطلسي، قاطعا ما يقارب 6500 كلم وربما اكثر بينما يغطي حوضه مساحة تتجاوز قليلا 52 الف كيلومتر مربع أي ما يعادل نصف مساحة أوروبا وبالرغم من أن البرازيل ينفرد بثلثي الأمازون فإن الروافد والغابات تمتد عبر جزء مهم من تسعة بلدان مجاورة بوليفيا البيرو الاكوادور كولومبيا فنزويلا وبلاد الأكويان بكاملها، وبالفعل فان لهذا النهر اكثر من 1000 رافد تكون شبكة صالحة للملاحة تقدر بحوالي 26 الف كيلومتر، وباستطاعة بواخر أعالي البحار ان تسير نحو عاليته إلى حدود 3700 كلم. يبلغ صبيب الامازون 12,9 مليون لتر من الماء العذب في الدقيقة، أي خمس الصبيب النهري العالمي، فقد يكفيه يوم واحد لتغمر مياهه بعمق سنتمترين اثنين، التكساس بأكمله أو فرنسا وهولندا معا.

منبع سري غامض:

اكتشف الامازون ملاحون اسبان كانوا يمخرون البحر، على امتداد الساحل الأطلسي في أمريكا الجنوبية وكان فرنسيسكو دي أوريلانا أول من نزل عبر النهر سنة 1541، وقد هاجمه الهنود الحمر اثناء رحلته بالسبطنات والنبال المسمومة، مرات عديده وسرعان ما ذكره شعرهم الطويل بالنساء المقاتلات في زمن هوميروس فاطلق على النهر اسم نهر الأمازون.
وقد اثار منبع الامازون فضول الرواد والجوغرافيين لعده قرون الا ان النيل ما لبث ان كشف اسراره في حين ان الجدل لا يزال قائما حول طول الامازون وحول نقطه انطلاقه في سنه 1953 اكد الرائد الفرنسي ميشيل بيران انه اكتشف منبع الأبوريماك-أوكايالي في النيفادو و هوكرا ،على علو 5182 جنوب كوزكو بالبيرو، لقد كان حلمه الكبير ان يبرهن على أن الأمازون قناة طبيعية هائلة تربط المحيط الاطلسي بالمحيط الهادي.
ومهما يكون من أمر فإن اكتشاف ميشيل بيران لم يتمكن من حل الإشكال القائم حول طول هذا النهر، وفي سنة 1970 نجد هيلين و فرانك شيندر  وهما من الشركة الجغرافية الوطنية التي تدعم طرح بيران يرسمان مجرى الأمازون من نيفادو هوكرا إلى المحيط الاطلسي، ويحددان المسافة في 6411 كيلو متر لكن اذا ما قيس النهر انطلاقا من شرمه المتوغل جنوب المصب فان طوله يصل الى 6750 كيلومتر ليتجاوز نهر النيل الذي يعتبر حاليا اطول نهر في العالم بحوالي 80 كلم.

حياة الكائنات الحية في غابة الأمازون:

إن الحياة النباتية والحيوانية في حوض الأمازون غنية للغاية غفي هذه المنطقة تعيش أكبر الفراشات وغمديات الأجنحة الموجودة على كوكب الأرض حيث يتعدى بعضها 15 سم وفيها يعيش 2000 جنس من الحيتان التي منها سمك البيرنهاس الضاري الخطير كما يعيش فيها أكبر القوارض وهو الكبيبارا الذي يبلغ طوله 10,20 متر اضافة إلى اكثر من 160 صنف من طير الضريس ، و إلى 100 نوع من الثعابين.
اما الياغور والسنوريات والتماسيح والسلاحف والسنادل والقردة ويقدر عمر الغابة الامازونية بآلاف السنين اذ لم يسبق لها ان عرفت العصر الجليدي وهي بمثابة شاسعة عرضها 1930 كلم حرارتها حول 27 و30 درجة وتخصبها أمطار غزيرة ما بين أكتوبر وأبريل وتتميز منطقة الأمازون عن الغابات الأخرى بالألوان لا تحصى من النباتات تغطي كلية مساحات كبيرة لا تقع فيها العين على فراغ إنها تعرض مشكالا نباتيا حقيقيا تزدحم فيه مئات النباتات المختلف  فالاشجار ذات الخشب الصلب والاشجار ذات الخشب الهش تجاور شجر المطاط وشجر الجوز المعروف بالبرازيل وقد يصل علو الأشجار الى 60 متر فيما تكون التربة في الأسفل المفروشة بمواد نباتية متحللة.

حياة السكان في غابة الأمازون:

ليست بلاد الأمازون مأهولة كثيرا بالسكان، فعدد ساكنتها ثلاث ملايين نسمة تقريبا، نصفها يعيش في الساحل والمدن الكبرى، وتتكون هذه الساكنة من البرازيليين الذين ينحدرون من أصل أوروبي وعلى الخصوص من أصل برتغالي ومن السود الذين جلب أسلافهم إلى البرازيل عبيدا ومن بعض الشرقيين اليابانيون. وشجع هذا الاختلاف على شيوع ظاهرة الزواج المختلط بل إنه لا وجود هناك للميز العنصري.

الهنود الحمر:

لا يزال الهنود الحمر بداخل الاراضي يعيشون في العصر الحجري وهم يتكلمون 58 مجموعة لغوية مختلفة ولم يسبق أبدا أن كانت لبعضهم علاقة مع الخارج فعلى سبيل المثال لم يتم أول اتصال بقبيلة مايورنا إلا في سنة 1969، و بحكم الضغط الحضاري فهم مهددون بالانقراض فكلما دخل البرازيليون داخل الأراضي لاستثمار المنطقة كلما قام الهنود الحمر بالأدغال حيث يموتون مرضا أو يقتلهم قناصة محترفون.
ولقد بادرت الحكومة البرازيلية إلى انشاء محمية في ولاية ماتوكروسو على مساحة تعادل مساحة ألمانيا وظيفتها حماية أولئك الأقوام.

تعليقات