حين اخترع الانسان البارود كان ذلك نديرا بشر مستطير غير ان المستقبل كان يخبئ اختراعات اخرى اشد هولا من البارود.
اذا قلت لك ماذا تعرف عن الأوكسيجين ستقول مصدر الحياة و لا يمكننا العيش بدونه و هذا صحيح،و لكن ماذا لو قلت لك أنه أيضا مصدر خطير يمكنه أن يدمر البشرية جمعاء !
تكون اغلب التفاعلات المستعملة من اجل قدرتها على الفرقعة عبارة عن تاكسدات لكن وبدلا من الاعتماد على الاكسجين الهواء من اجل احداث الاحتراق يتم ادماج مادة تحتوي على كمية كبيرة منه تتحلل بكامل السهولة وهكذا فإن المحرق الذي يتم اختياره بالنسبة للبارود الاسود هو ملح البارود الذي يحتوي على كل جزء منه على ثلاثة ذرات من الاكسجين أما وقوده هو الكربون والكبريت و بهذه الطريقة يصبح غاز الاكسجين الذي هو مصدر للحياة مسؤولا عن مصير ضحايا الحروب.
انتاج القنبلة بالمختبر:
درجة خطورة النيتروغليسيرين :
وقد ادرك هذا المهندس الدور الاقتصادي استراتيجي لمثل تلك المواد واهمية السرعة التي تميز تفاعل احتراقها بحيث يختلف الامر بالفعل تبعا لطبيعة التطبيق الذي تخضع له تلك المادة وذلك يكون بامكاننا تبطيئ سيرورة التحليل أو تسريعها للحصول على شحنة دافعة أو على شحنة متفجرة.
وتقوم بعد الاجسام الذي يتميز فعلها بشدة الاكسدة بالرفع من حركة التفاعل وبعضها الاخر بتخفيضها سواء بقصورها الكيميائي أو بفعل كيميائي كابح وهكذا تمكن الاختصاصيون سنه 1945 تقريبا من التحكم في الطباعة المنتجة ومن تكييفها مع الحاجيات المتزايدة للهندسة المدنية أو المساحة الجوية وتعتبر مادة TNT ( ثالث نترات الاليستولوين) وهي متفجر شديد الفعاليه (حراره الاحتراق 800 كيلو سعرة kilocalorie لكل جزيئ غرامي) من اكثر المتفجرات المستعملة في وقتنا الحاضر على مستوى التطبيقات العسكرية أو المدنية ذلك أن انفجار هذه المادة يدوم ثانية واحدة.
![]() |
| جزيئات التي ان تي |
اكتشاف اليورانيوم 235:
تمكن مجموعه من الفيزيائيين الالمان من اتوهان ، ويلز مايتنر ، و شتراسمان من اكتشاف انشطار ذرة اليورانيوم إلا أن هذا الانشطار النووي لذرة واحدة لا تنتج سوى كمية جد هزيلة من الطاقة معادلة لثلاثة اجزاء من المليار واط لكن انشطار الذرة يؤدي إلى أن النترونات المحررة تضرب نوى أخرى تنشطر بدورها وهذا التفاعل المستمر يمكن ان يتحول الى متفجر انطلاقا من اللحظة التي تتجاوز فيها كتلة اليورانيوم عتبة معينة، وتنتج عن هذه العتبة انفجار لا يدوم سوى بضع اجزاء من المليون من الثانية بينما تتولد عنه حرارة هائلة تتجاوز المليون درجة.
في السادس من غشت 1945 شهدة مدينة هيروشيما تساقط نيران جهنم التي تمكن العلماء من تحكم فيها ومن تسخيرها في خلال بضعة أجزاء من المليون ثانية توقفت المياه في نقطة السقوط وعلى امتداد دائر من حولها الى 750 متر تمكنت كرة من النار وصل قطرها الى 300 متر من ان يتجاوز لمعانها لمعان الشمس ب 100 مرة على يابساتها، ويمكن القول ان كويرة من اليورانيوم 235 لا يتجاوز قطرها بضعة سنتمترات كانت معادلة في مفعولها ل 20 الف طن من مادة تي ان تي شديدة الانفجار.
![]() |
| الشكل الفطري للانفجار الذري الذي تم بجزيرة بيكيني المرجانية بتاريخ 25 يوليوز 1946 |



تعليقات
إرسال تعليق